الإنسان ومنذ اللحظة التي يخرج فيها إلى الحياة، تتلقاه الأيادي وتتعهده بالرعاية والاهتمام، ويبقى دائما بحاجة في كل مراحل عمره إلى من يأخذ بيده في المواقف الصعبة والمشكلات التي تعترضه وتقف حاجزا أمام تحقيقه لذاته وبناء مشروعه الشخصي للمستقبل، لذا كانت الحاجة إلى وجود الخدمات الإرشادية، التي والتي من مهامها اّلأولى مساعدة الفرد في تجاوز الصعوبات التي تواجه في نواحي الحياة المختلفة.
والمجال التربوي التعلمي هو أكثر هذه المجالات التي تسجل فيها خدمات الإرشاد والتوجيه حضورا بارزا، من خلال عديد المهام التي تضطلع بها والموجهة إلى التلاميذ خصوصا، من أجل مساعدتهم على تجاوز الصعوبات الدراسية، والمشكلات المختلفة التي تعوق حسن تمدرسهم، ومساعدتهم في في خياراتهم الدراسية واتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبلهم الدراسي والمهني.
لقد عرف التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في الجزائر عديد التغيرات، وواكب جملة الإصلاحات التي عرفها النظام التربوي، وتأثر بمختلف المشكلات التي واجهته، ووجهت له في كثير من الأحيان تهم تردي مستوى التلاميذ نتيجة سوء التوجيه، هذه التهمة وإن كانت صحيحة، فلأن التوجيه والإرشاد لم ينل مكانته المناسبة باعتباره عملية تربوية ونفسية فبل أن يكون عملية توزيع للتلاميذ على الجذوع المشتركة والشعب وحتى التخصصات الجامعية التي أصبحت تستقل الطلبة من خلال التوجيه الآلي اعتمادا على تحصيلهم الدراسي فقط، دون النظر إلى عوامل أخرى في اختياراتهم وطموحاتهم.
يأتي هذا الملتقى ليطرح وضعية التوجيه والإرشاد في منظومة التربية والتعليم في الجزائر على طاولة البحث والنقاش، وكذا استشراف مستقبل الخدمات الإرشادية، بالموازاة إلى ذلك عرض مختلف التجارب الدولية والمساهمات التي تدفع إلى تقديم خدمة إرشادية ذات نوعية، وخصوصا في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم والتي أثرت اجتماع على النظم التربوي ومختلف العمليات التربوية بما فيها التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، ولمعالجة ذلك فقد تم إقتراح المحاور التالية:

محاور الملتقى الوطني:
1- ماهية التوجيه والإرشاد.
2- تجارب وطنية ودولية لاستشراف آفاق التوجيه والإرشاد.
3- الممارسة الإرشادية والصعوبات الميدانية.
4- مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في ظل النصوص التنظيمية والتشريعية.
5- جائحة كورونا وتأثيراتها على الخدمات.
6- واقع الارشاد والتوجيه في الجزائر.