Galerie photos

إشكالية كتابة تاريخ الجزائر بين ثنائية الأرشيف والرواية الشفوية

إشكالية كتابة تاريخ الجزائر بين ثنائية الأرشيف والرواية الشفوية لكل من الوثائق الأرشيفية والرواية الشفوية أهميتها في الكتابة التاريخية في مختلف الفترات، وعلى ذلك طرحت كثيرا فكرة إسترجاع الأرشيف الوطني الموجود على مستوى دور الأرشيف الفرنسية للإستفادة منها بشكل كامل ضمن الأطر القانونية، فالأرشيف يمثل الماضي المشترك بين الجزائر وفرنسا وحرب الذاكرة بينهما كما أن قلة المصادر الكتابية والوثائق الأرشيفية وصعوبة الوصول للكثير منها فرض ضرورة الإهتمام أكثر في توسيع فهم التاريخ، وهو ما فرض ضرورة إيجاد الآليات والطرق للتوظيف الأكاديمي الصحيح والرفع من قيمتها وعلى ذلك تطرح عدة إشكاليات حول أهمية الأرشيف والأطر القانونية والسياسية له وكذا أهمية الرواية الشفوية وطرق وأساليب التعامل مع كل منهما. ومن ما سبق سنحاول من خلال هذا الملتقى الوطني تسليط الضوء أكثر على الوثائق الأرشيفية والرواية من خلال التعريف بهما وإبراز أهميتهما في الكتابة التاريخية.

التعليم الالكتروني في ظل جائحة كورونا

التعليم عن بعد هو التعليم الذي يتم عبر الانترنت ويمكن الوصول للتعليم عن بعد عبر انحاء العالم. يمكن للطلاب الذين لديهم جهاز كمبيوتر والاتصال الدائم بالانترنت الحصول على شهادة، والاختيار ما بين مجموعة من النماذج والبرامج التعليمية التي تناسب نمط حياتهم عن بعد. لا يوجد تعريف واحد للتعليم عن بعد يمكن أن يشمل التعريف مصطلح التعليم عبر الانترنت باستخدام جهاز كمبيوتر شخصي او مصطلح التعليم الالكتروني. فهو بصفة عامة،تعليم يعتمد على الاتصال بالانترنت والتفاعلات التي تتم عبر المنتديات،وتقسم الدورات التعليمية الى وحدات تحتوي على فيديوهات ومواد مقروءة والتي توفر معلومات نحتاجها لاكمال الواجبات عن بعد. من المميزات التي يقدمها التعليم عن بعد هو توفير المسافة والوقت ولا يشترط أن يكون المعلم /الاستاذ متواجدا معنا في نفس المكان. استراتيجية هذا النوع من التعليم سمحت للشعوب على اختلاف اجناسها وتقدمها او تخلفها من انتهاج هذا الاسلوب في تعليم ابنائها في ظل جائحة كورونا كوفيد 19. حيث يقوم أعضاء هيئة التدريس في بيئة التعلم عن بعد بدور رئيسي ومنها: تنظيم البيئة والقيام بانشاء واثراء الانشطة التعليمية التي تدعم بيئة التعلم وضمان دعمها لتطوير الطرق التي يحددها المتعلم وتقدم الدعم الفردي للطلاب اثناء منتديات النقاش. وعليه جاءت إشكالية هذا الملتقى متمثلة في التساؤلات الآتية: 1-ما هي البدائل التي يقدمها التعليم عن بعد في الازمات – جائحة كورونا كنموذج ؟ 2-كيف يمكننا أن نفعل قنوات التعليم عن بعد في المؤسسات التعليمية والتربوية والجامعية ؟

الاتجاهات الحديثة في القياس النفسي والتقويم التربوي واستخداماتها في ظل جائحة كورونا

يعتبر ميدان القياس النفسي والتربوي من الميادين الحيوية والرئيسية في علم النفس وعلوم التربية، فهو يتضمن مجموعة من الإجراءات والأدوات التي تساعد على الوصول إلى أدلة وبراهين تساهم في اتخاذ قرارات مناسبة وسليمة، كما تساعد صناع القرار والاخصائيين النفسانيين في توجيه الأفراد أفضل توجيه لتشخيص وفهم المشكلات التي تعترض توافقهم في حياتهم اليومية وتوجيههمنحو ما يناسبهم في مجالات الحياة المختلفة، بالإضافة إلى ما له من أهمية في معالجة بيانات العديد من الظواهر النفسية والتربوية وتفسيرها. ما زاد القياس النفسي والتقويم التربوي اهمية كبيرة هذه السنة خصوصا هو تفشي جائحة كورونا (Covid-19) وتأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي، والذي امتدا أثره أيضًا إلى قطاع التعليم عالميا، مما أدى بالعديد من المدارس والكليات على أن تظل مغلقة مؤقتًا. وبحسب الخبراء، فإنه من غير المؤكد العودة إلى الوضع الطبيعي للتدريس في الوقت القريب. وبما أن التباعد الاجتماعي أصبح ضرورة في هذه المرحلة، فإن هذه الوضعية انعكست أثارها السلبية على فرص التعلم بلا شك. مما أجبر المؤسسات التعليمية على الكفاح من أجل العثور على خيارات بديلة للتعامل مع هذا الوضع الصعب. فالظروف الحالية تجعلنا ندرك أكثر أن التخطيط هو حاجة ملحة للمؤسسات التعليمية، لإنقاذ طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والأكاديميين والمجتمع والأمة ككل.وعليه يسعى المؤتمر من خلال ورشاته ومداخلاته إلى تسليط الضوء على مختلف الاستراتيجيات والاتجاهات الحديثة في ميدان القياس النفسي والتقويم التربوي في ظل الجائحة انطلاقا من التساؤل الاتي ما هي أهم التوجهات الحديثة في القياس النفسي والتقويم التربوي في ظل الجائحة؟ وكيف يتم تطبيقها ؟ وما مدى نجاعتها في ظل جائحة كورونا؟.

الثورة التحريرية الجزائرية - قراءات ومقاربات - من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية

الثورة التحريرية الجزائرية - قراءات ومقاربات - من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية اندلعت الثورة التحريرية الجزائرية المشهودة ضد الاستعمار الفرنسي في الفاتح من نوفمبر 1954 ودامت سبعة سنوات، راح ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد وهي ضريبة دفعها الجزائريون من مختلف الشرائح والتراتبات الاجتماعية لتحقيق أهدفها التي كان على رأسها نجاحها والحصول على الاستقلال في سنة 1962، فنتج عنها مخلفات عميقة في الأوساط الاجتماعية بربوع الوطن، ليكتسح صداها خارجه عبر أنحاء العالم. مما أسفر عن الثورة التحريرية انطباعات عديدة في مختلف المستويات والمجالات بالمجتمعات العربية والغربية على حد سواء. عندما نتكلم عن الثورة التحريرية فإننا نتكلم عن توثيقها في مجال العلوم الإنسانية التي تقوم على دراسة الأنشطة الإنسانية و توثيق تجاربهم وكل ما يرتبط بهم والاجتماعية التي تهتم بتخصصاتها وفروعها بالمجتمع وعلاقات الأفراد مع بعضه البعض داخل المجتمع وكذلك بالدراسات الإقليمية ودراسات الاتصالات والدراسات الثقافية وما ينجر عنهم في المخيال الاجتماعي، باعتباره حصيلة حتمية لإفرازات البيئة الاجتماعية الذي يتحكم في سلوك الفرد والمجتمع ،وفق ما تمليه الخبرة الاجتماعية ،من خلال ترك أثره في التمثلات الاجتماعية وفي المخيال المحلي الوطني وأيضا المخيال الاجتماعي الدولي ، باعتبار أن الثورة التحريرية نموذج للثورات الوطنية الشعبية. هذا ما سعت إليه مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية بأقلام من النخب المثقفة باختلاف أصولها الاجتماعية وتخصصاتها العلمية داخل وخارج الوطن وفي فضاءات عديدة لنشر تعاليم الثورة التحريرية ووصف تجلياتها واتخذت منها أقلاما لكتابتها بأشكال مختلفة عبر قنوات الاتصال من خلال أدبياتها، فأصبحت موضوع إلهام وإبداع في عدة تخصصات العلوم الانسانية والاجتماعية من الأدب والفنون ، الفلسفة ، علم الاجتماع ، علوم السياسية ،التاريخ،الأنثروبولوجية...الخ. إنّ الثورة التحريرية تعتبر محطة تاريخية تمثل مصدر ومرجعية أساسية نلمس تجلياتها في الخطاب المحلي والعالمي لمختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية مع اسهام علوم أخرى لتمجيد الثورة وإعطائها الطابع المقدس أو تحليلها بطرقة علمية نقدية.

واقع تجويد التعليم في ضوء جائحة كورونا (كوفيد 19) من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية

واقع تجويد التعليم في ضوء جائحة كورونا (كوفيد 19) من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية تعتبر جائحة كورونا (كوفيد19) ظاهرة عالمية مست مختلف المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة، العربية والغربية مما نجم عنها مجموعة من الانعكاسات والتأثيرات المتنوعة على المستوى الفردي وعلى المستوى الاجتماعي وعلى المستوى الدولي. ونظرا لأهمية الظاهرة كموضوع مركزي ومحوري في القرن 19نجد العديد من الباحثين والباحثات من مختلف التخصصات الاجتماعية منها، النفسية، الفلسفية، الاقتصادية، القانونية والتربوية ركزوا جل اهتماماتهم على دراسة الجائحة من زوايا عدة ومختلفة الكل حسب تخصصه وقدراته ومستواه العلمي حاملين أقلامهم للتعبير عن أفكارهم ومواقفهم وتساؤلاتهم حول الظاهرة –جائحة كورونا كوفيد19- في محافل علمية متنوعة (ملتقيات، ندوات، أيام دراسية ومقالات وكتابات جماعية)، وأنا كغيري من الباحثين إرتأيت دراسة الظاهرة من زاوية التخصص وربطها بمفهوم مركزي شمل جل القطاعات والأنظمة الاجتماعية ألا وهو مفهوم الجودة، ولكن هنا في هذا المحفل العلمي سأعمل على ربطه بالنظام التعليمي لتفسير وتوضيح العلاقة الموجودة بين القطاع الصحي والقطاع التعليمي بالتركيز بطبيعة الحال على تأثير جائحة كورونا –كوفيد19 على مشروع الجودة في التعليم في مختلف أطواره (الابتدائي، المتوسط، الثانوي والتعليم العالي).

علم المكتبات والمعلومات وعلاقته بمختلف التخصصات

تعتبر صناعة المعلومة صناعة للقوة في مختلف المجالات،وقد خلف الإنتاج المعلوماتي تراكم وزخم معرفي يحتاج الفرز،التنظيم ،التصنيف،الترتيب، التخزين ومختلف طرق الإتاحة والاسترجاع ،وهنا جاء دور علم المكتبات والمعلومات الذي يهتم ويعالج مختلف أنواع المعرفة و لا يقتصر على معالجة معلومة محددة في تخصص محدد،’بل من المعروف أن هذا العلم منذ ظهوره كان له صلة مباشرة بالعلوم الاجتماعية و الإنسانية ،وتمكن من دخول حيز العلوم العلمية والتقنية بتطور المعلومة وحواملها’و تطور أساليب معالجتها والتعامل معها بمختلف الأساليب والنظم’ وعلم المعلومات حسب ما توصل إليه مؤتمر جورجيا للتكنوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية أن علم المكتبات والمعلومات هو :"العلم الذي يدرس خواص المعلومات و سلوكها والعوامل التي تتحكم في تدفقها ’ووسائل تجهيزها لتسيير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن وتشتمل أنشطة تجهيز المعلومات وبثها تجميعها و تنظيمها وتخزينها واسترجاعها وتفسيرها واستخدمها و هذا التعريف كان شاملا وملما وأصبح بشكل واضح معتمدا،و قال د,أحمد بدر:"أن علم المكتبات هو علم رابط وسيط بين العلوم ولديه وظائف وأهداف ومصطلحات و مكونات مختلفة ولهذا العلم صلة بعلم الاتصال و علم الحاسب الإلكتروني وعلم التربية وعلم النفس ويخدم أغلب التخصصات والعلوم" ونجده يقوم بجمع التراث الفكري الإنساني والمحافظة عليه’ فلديه خدمات في معالجة الوثيقة الأرشيفية و المخطوطات ومختلف حوامل المعلومة وبالتالي خدمة هذا العلم لعلم التاريخ واضحة وجلية في إعداد القوائم البيبليوغرافية لمختلف المصادر والمراجع ومعالجة الوثيقة كتحقيق المخطوط مثلا،فمسألة التوثيق تساوي الأمانة العلمية والعمل بها ومراعاة البيبليوغرافية والتهميش واعتماد الاقتباس بالشكل الصحيح يساعد الباحث في تفادي السرقة العلمية،لذا يمكن اعتبار علم المكتبات والمعلومات علم ترتكز عليه كل أنواع العلوم في بحوثها وفي تنظيم المعلومة بمختلف مراحلها إلى تخزينها أو إتاحتها والاستفادة منها ،وعليه تم اختيار هذا الموضوع لنتمكن من تحديد العلاقة بين هذا التخصص والتخصصات الأخرى ،ونظهر أهميته في تحديد منهجية البحث العلمي. إشكالية الملتقى: نظرا لأهمية هذا التخصص وعلاقته بالعلوم الأخرى قمنا بطرح سؤالا مباشرا يرتكز عليه هذا الملتقى يتمثل في: ما هي الروابط الموجودة بين تخصص علم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى

دور مؤتمر باندونغ في تدويل القضية الجزائرية

شكّل تدويل القضية الجزائرية أولوية نصّت عليها مواثيقها لإخراجها إلى الرأي العام العالمي من خلال توفير كل الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك من خلال إنشاء مكاتب عدة لوفودها في آسيا وأوربا والمشاركة في المؤتمرات الدولية فجعلت القضية الجزائرية لنفسها منابر لتفعيل تدويلها وكسب التأييد والمساندة. مثّل مؤتمر باندونغ أول محفل آفرآسيوي وفرصة للوفد الجزائري الخارجي للدفاع عن قضية الجزائريين في الوصول إلى تحقيق الإستقلال والعمل على إدراج وجدولة القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة وبتحقيق هذا المكسب تكون جبهة التحرير الوطني قد حقّقت إنتصارا مهما في أول مشاركة دولية لها بفضل نجاح دبلوماسيتها حيث أقر البيان الختامي للمؤتمر ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري. استطاعت الثورة الجزائرية وقضيتها المرور إلى العالمية عبر بوابة مؤتمر باندونغ ساعدها على ذلك دعم الدول الآفروآسيوية التي دفعت بالقضية الجزائرية إلى الأمام والوصول إلى تقديم طلب إلى الجمعية العامة لإدراج القضية الجزائرية ضمن جدول أعمال الدورة العاشرة

إشكالية التشخيص و أليات التكفل لدى أطفال التوحد-بين الواقع و الأفاق

يعتبر اضطراب التوحد في الجزائر مشكل صحة عمومية، الذي استعصى على الكثير من الباحثين والمختصين من أطباء و نفسانيين في التكفل بهذا الاضطراب، الذي أصبح يأخذ شكلا واسعا بين الأطفال في مجتمعنا وهو في تزايد مستمر، وهناك أرقام إحصائية تدل على ذلك. ولعل من أكثر الأمور تعقيدا في هذا الاضطراب هو صعوبة التشخيص نظرا لاشتراك أعراضه مع أعراض التخلف أو التأخر العقلي، وهذا الأخير هو الدافع الحقيقي للتقدم إلى الفحص والاستشفاء في مصالح الطب العقلي للأطفال، وعليه فدقة التشخيص تتوقف على الخبرة الطويلة للمختصين في مجال الطب العقلي للأطفال في ظل الحديث الآن عما يسمى بـ«طيف التوحد"، نظرا لتعدد أشكاله العيادية مع وجود علامات سيميولوجية دائمة متعلقة باضطرابات التوحد، لذلك تعتبر أسباب التوحد اضطرابات نمائية شاملة تغزو النمو العقلي وتتلف كل السجلات الوظيفية للطفل، وتؤدي إلى قصور في العمليات العقلية، كما تمس عمليات التعلم والتواصل والتفاعلات الاجتماعية بدرجات متفاوتة. ويعني مصطلح التوحد الانطواء على الذات، ويعرف على أنه حالة ذهنية مبكرة تصيب الطفل، غالبا قبل سن الثالثة. ويظهر الجدول العيادي لهذا الاضطراب الانعزال التوحدي، وهذا ما يستوجب ضرورة وجود تكفل نوعي خاص بكل طفل وبكل أسرة وليس فقط مجرد علاجات عرضية سواء كانت علاجات كيميائية أو علاجات علائقية ونفس تربوية. من هذا المنطلق فكرنا في تنظيم ملتقى دولي يشارك فيه كل من الأطباء المختصين ونفسانيين الذين لهم خبرة و ممارسة احتكاكية مع هذا النوع من الاضطراب إلى أن نصل معا في توضيح مسألة التشخيص لمرضى التوحد.

الحياة الثقافية في حاضرة معسكر زمن الوجود العثماني

ال الفترة العثمانية بالنظر إلى الدور الذي لعبته، حيث تبوأت مكانتها العلمية والفكرية طيلة ثلاثة قرون، إلا أنها بلغت أوج قوتها وعظمتها السياسية والثقافية في عهد الباي " محمد بن عثمان الكبير " ، وتمكنت خلال القرنين 18 و 19 م أن تصبح من بين الحواضر التي عرفت مكانة علمية شهد لها بها كبار العلماء من داخل الوطن وخارجه . استقطبت حاضرة معسكر عددا كبيرا من العلماء والفقهاء ، الذين درسوا وألفوا في مختلف العلوم والفنون العقلية والنقلية، على رأسهم : الشيخ أبو رأس الناصر ، الشيخ عبد القادر المشرفي ، الشيخ مصطفى الرماصي ، الشيخ محمد بن سحنون الراشدي ، الشيخ محمد بن عبد الله الجلالي ... هؤلاء من من تجاوزت مكانتهم وسمعتهم مدينتهم إلى باقي ربوع الوطن، بل ذاع صيتهم في البلاد العربية والإسلامية أجمع . إن المكانة التي وصلتها مدينة معسكر آنذاك كعاصمة سياسية وثقافية علمية لبايلك الغرب نبعت من الدور الذي لعبته المؤسسات التعليمية والدينية المنتشرة في المدينة وأحوازها كالمساجد، المدارس، الزوايا، المكتبات، ... هذه المراكز التي تحملت عبء نشر التعليم زيادة على الحفاظ على أصول العبادة عن طريق إلقاء الدروس وتنظيم المناظرات العلمية والفكرية .

الطالب الجزائري والثورة التحريرية تحت شعار من عنصرية التعليم إلى معركة التحرير والبناء

تعددت التنظيمات الطلابية التي انخرط فيها الطلبة الجزائريون وكان هدفهم هو تحسين ظروف دراستهم في ظل عنصرية الكولون ونظام التعليم في الجزائر مع تردي الظروف المعيشية للجزائريين، ثم تطور الأمر إلى خدمة القضية الوطنية والمساهمة في التعريف بها على مختلف المستويات والمنابر العلمية. وكانت جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا العتيدة والقوية بفرعيها (الجزائر- فرنسا) من أهم التنظيمات التي ناضل تحت لواءها الطلبة الجزائريون في تجمّع مع جيرانهم المغاربة والتونسيين. وقد ظهرت جمعية الطلبة المسلمين في الجزائر سنة 1919، ثم في فرنسا سنة 1927 وتميزت بالطابع الإسلامي والمغاربي، وقد احتلّت مكاناً مرموقاً في اجتماعات وندوات الاتحاد الفرنسي للطلبة. واهتمت هذه الجمعية بمختلف قضايا شمال إفريقيا وفي مقدمتها التعليم العرب، ثم الاستقلال والتحرر...وأطرت العديد من الزعامات الوطنية الجزائرية خاصة والمغاربية عامة كفرحات عباس، لمين خان، امحمد يزيد، محمد أمير، بلعيد عبد السلام، مولود بلهوان، محمد خميستي... كما أثر اندلاع الثورة التحريرية في التنظيمات الطلابية الجزائرية، رغم أنهم لم يلبوا نداء الفاتح من نوفمبر 1954 مباشرة، ونقصد بذلك العمل المسلح، رغم وجود حالات خاصة وعدد محدود ممن التحقوا بها. فساهموا فيها بأساليب أخرى كالعمل الدعائي لإثبات عدالة قضيتهم أمام الرأي العام الفرنسي أي أمام زملائهم الطلبة الفرنسيين. وعلى هذا الأساس نظم الطلبة الجزائريون عدة ندوات ومحاضرات للتعريف بالثورة الجزائرية وأهدافها. وبقي الأمر على ذلك حتى مطلع 1955 وهي السنة التي بدأ فيها الطلبة يتوجهون نحو فكرة تأسيس اتحاد طلابي وطني، خاص بالجزائريين، ثم الالتحاق بصفوف جبهة أو جيش التحرير الوطني. ولعل أهم محطة في حياة النضال الطلابي الجزائري هو إعلان الإضراب عن الدروس ليوم 19 ماي 1956 والدعوة للالتحاق بالجبال بعد صدور البيان الذي يوضح أسباب اللجوء إلى هذا الأسلوب والظروف التي دفعت إلى ذلك.

مظاهرات 8 ماي 1945

لقد حان الوقت لتدوين تاريخ الجزائر بصفة عامة وتاريخ الحركة الوطنية والثورة الجزائرية وأحداثها، بطريقة موضوعية وجديدة تبتعد عن التاريخ العسكري العام، وترتبط بالتاريخ الديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي للشعب الجزائري، والمهم أن لحد اليوم لا تزال الآراء مختلفة حول 8 ماي 1945، كما هي مختلفة بشأن أسبابها ودوافعها، فهناك من يرجعها لأسباب اقتصادية واجتماعية، في حين يرى البعض أنها ترجع لأسباب سياسية اقتضاها الواقع الذي كانت تعيشه الجزائر هذا من جهة، كما تباينت الباحثين الجزائريين والفرنسيين تجاه الأحداث بناء على نوعية مصادر كل طرف من جهة أخرى، ولذا اجتهد كل طرف في إبراز سبب معين وذلك تبعا إما لمصادره أو لإيديولوجيته ومذهبه في تفسير الأحداث التاريخية. وعلى ضوء ما سبق سنحاول في هذا الملتقى الوقوف على الجانب مهم من نضال الشعب الجزائري قبل الثورة التحريرية، وكيف ساهمت هذه المظاهرات في التوجه نحو العمل المسلح وتغيير النظرة تجاه المحتل. إشكالية الملتقى وعلى ضوء ما سبق سنحاول في هذا الملتقى الوقوف على الجانب مهم من نضال الشعب الجزائري قبل الثورة التحريرية، وكيف ساهمت هذه المظاهرات في التوجه نحو العمل المسلح وتغيير النظرة تجاه المحتل. كما نهدف إلى المحافظة على الذاكرة الوطنية حتى لا نقترف جريمة النسيان في حق أجدادنا وآباءنا من الشهداء والمجاهدين.

الإستكشاف العلمي الفرنسي للجزائر ودور المعرفة العلمية في مشروع الاستعمار الاستيطاني

تميزت إرادة الإنسان الفرنسي الإستعماري بتسخير كل ما هو متوفر في الطبيعة خلال القرن التاسع عشر، تحت مسميات عديدة منها " الفضول العلمي " ، ولكن في حقيقة الأمر كان ذلك مخطط له ولم يكن مجرد فضول علمي، حيث قررت السلطات الفرنسية تجنيد كل الموارد البشرية من أجل القيام بعملية الاستكشاف العلمي للجزائر، وبدأت بخطة ناجحة وهي جرد وإحصاء كل الموارد الطبيعية والبشرية في أرض الجزائر بعد احتلالها، ووضعها في مصنفات جاهزة للعرض في المتاحف والتظاهرات العلمية والثقافية التي كانت تقام في الجزائر وحتى في فرنسا . كان هدفها من وراء ذلك تطوير وتوسيع الاستعمار وذلك بتسخير طبيعة الجزائر و ما تزخر به من خيرات متنوعة ، من أجل استغلال ذلك في إنقاض الاقتصاد الفرنسي المنهار وتموين أوروبا كمشروع خارجي ، أما الشطر الآخر من مشروعها الاستيطاني داخل الجزائر تركز على استغلال ذلك في توسيع نفوذها وترسيخ الاستيطان بكل تفاصيله على الأرض و الانسان .

...column spacer...