Galerie photos

الملتقى الوطني الأول حول إيتيقا الترجمة

أصبحت الترجمة نشاطا معترفا به باعتباره عنصرا محوريا ضمن النظم الثقافية، له مدونه أخلاقية أخلاقية خاصة تشمل مجموعة من القواعد والأصول المتعارف عليها عند ممتهنيها ودارسها، ذلك أنها- أي الترجمة. نشاط أخلاقي بالدرجة الأولى في اعتمادة عنصري الأمانة والدقة والحياد في النقل من جهة، وتحكمه مجموعة من المعايير الأخلاقية والإيديولوجية والسياسية وغيرها من جهة أخرى، خاصة مع تنامي دورها في إحداث تغييرات مهمة في العالم في ظل العولمة وإعادة تشكيل المجتمعات والأمم. ومن هنا بدأ المترجمون ودارسو الترجمة ومنظروها في ابداء اهتمام خاص بأخلاقيات الترجمة وبناءا على ذلك سعت العديد من المؤسسات الاحترافية في كثير من البلدان إلى إنشاء مدونات سلوك وعمل خاصة بالمترجمين، هدفها تزويد المترجمين بالمهارات والكفاءات المناسبة لمعالجة القضايا الأخلاقية التي يواجهونها، ومثال ذلك جمعية المترجمين الأمريكيين ATA والجمعية الفرنسية للمترجمين SFT والإتحاد الدولي للمترجمين FIT التي تتبنى مدونات أخلاقيات رسمية تلزم أعضاءها باتباعها. غير أن هذه المدونات ورغم أهميتها ليس باستطاعتها الإحاطة بكل المسائل الأخلاقية التي يواجهها المترجم، خاصة تلك التي تتعلق بوجهات النظر الذاتية، ومختلف الإكراهات التي يتعرض لها على المستوى الإيديولوجي والسياسي وحتى الاقتصادي. ومن جملة الإشكالات الأخلاقية التي يواجهها المترجمون تلك التي تتعلق بمعيار الأمانة في النقل سواء على مستوى الشكل باحترام حرف النص الأصلي وجسديته، أو على مستوى نقل المعنى بأمانة مع ما قد يطرحه ذلك معضلات سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية مثل ترجمة كتب أو نصوص تحث على مواضيع الارهاب أو الاجهاض وغيرها من الظواهر المنافية اللقيم الانسانية | إشكالية الملتقى يحاول الملتقى تسليط الضوء على ماهية التحديات الأخلاقية التي يواجهها المترجمون، وكيف تؤثر على قراراتهم الترجمية؟ وماهي استراتيجيات التعامل معها من جهة؟ وكذا كيف تعامل النظر الترجمي بتيارية الحرفي والتحويلي مع ثيمة الأخلاقيات في الترجمة؟

جمالية التلقي في الخطاب النقدي العربي المعاصر -المفاهيم، المنجزات والآفاق

سيطر النص الأدبي على الدراسات النقدية لعقد من الزمن، خاصة مع الشكلانيين الروس والبنيويين، الذين عدّوا كل خروج عن نسق النص تنقص من علمية الباحث، لكنه مع أواخر ستينيات القرن الماضي انفتح البحث الأدبي على مشروع ما بعد الحداثة، متجها صوب المتلقي (القارئ) الذي رُدّ إليه الاعتبار لأهميته في تشكيل الدلالة، وقد شكّلت الدراسات التي تعنى بالقراءة والمتلقي نظرية التلقي، هذه الأخيرة التي جاءت لتحرّر الدراسات النقدية من أسر النص والرسالة الفنية، لتركز على عنصر المتلقي كونه البؤرة في تشكيل المعنى. حظيت نظرية التلقي بقدر كبير من الاهتمام لدى الباحثين العرب المعاصرين، فقد أسهموا إسهام مشاركة وتفاعل ومثاقفة، سواء من حيث الوصف النظري لما ورد لدى الباحثين الغربيين حول نظرية التلقي، أو تطبيق إجراءاتها النقدية على الخطابات الأدبية، أو خطاب الترجمة. من هذا المنطلق يجدر بنا أن نطرح مجموعة من التساؤلات أهمها: ماهي الأسس الفكرية والفلسفية التي انبنت عليها نظرية جمالية التلقي؟ ما هي أهم المفاهيم والمصطلحات التي جاءت بها النظرية؟ كيف تلقّفها الباحثون العرب على مستوى الخطابات الثلاثة: الوصف النظري، التطبيق، و الترجمة. انطلاقا من هذه الأسئلة ندعو المشاركين إلى الإجابة عنها، وإثراء هذا الموضوع من منطلق علمي.

أدب الثورة الجزائرية في الكتاب المدرسي الجزائري

شكّلت الثورة الجزائرية نموذجا فريدا للمقاومة والنضال والكفاح لكلّ أحرار العالم، واستحالت رمزا مقدّسا يحطّم قيود الظلم ويكسر جبروت الطغيان، الأمر الذي فجّر الطّاقة الإبداعية عند الشّعراء والكتاب والمؤلفين، أفرزت نصوصا أدبية خالدة، صنعت منها شعرا يُنشد، وملحمة تروى، ورواية تُحكى، وقصة تُسرد، فصاغت لنا تجربة إنسانية خالدة، تغنّت بها الشعوب وروتها الأمّة جيلا بعد جيل. لقد كان هذا الأدب الثوري الموجّه لأبنائنا في كتبهم المدرسية لسان حال الثورة، وذاكرتها الحية الناطقة بكل إنجازاتها، وتضحياتها، وبطولاتها الخالدة. ويطرح ملتقانا هذا جملة من الإشكالات تتمثل في كيفية تجسيد "الثورة" كمعطى نضالي وبطولي في نصوص الكتب المدرسية؛ وما مدى نجاح هذا النص في تصوير الثورة الجزائرية بكل أبعادها وخلفياتها المعرفية والتاريخية كموروث رمزي يلهم الطفل والتلميذ والطالب الجزائري، ويقوي اعتزازه بوطنه وتشبثه بهويته؟، ومن جهة أخرى هل ارتقى النص المدرسي إلى مستوى التبليغ الجيد لحدث الثورة من خلال القيم الإنسانية والرمزية والجمالية التي يمكن أن يحملها؟

تحليل الخطاب الادبي في ضوء المناهج النسقية

ليس من نافلة القول ان نعتقد ان النصوص المكتوبة باللغة السليمة نقديا السوية ادبيا و المستقيمة تعليميا تتحمل كلها الإجراءات التي توصلت اليها المناهج النقدية الحديثة على اختلاف مناحيها و تنوع تطبيقاتها و تباين نتائجها وعليه يظل المنبع الوحيد للإفادة من هذا المنحى هو الاطلاع التفقدي على جملة التطبيقات التي اسقطها الدارسون و المهتمون على هذه النصوص المختلفة الشكل و المضمون ، و بخاصة التي استقدمها نخبة النقاد العرب بواسطة الترجمة و القراءة من الغرب المتحضر ممتحين من المناهج بانماطها المعروفة سواء السياقية و اشهرها المنهج التاريخي و النفسي و الاجتماعي منها او النسقية كالسميائية مثلا، وبالتالي يحمل كل من النص الادبي و النص النقدي خصوصية معينة و نمطية مميزة ، و بناء على هذين الصفتين الأخيرتين يتم للباحث طالبا كان او في مرتبة اعلى اختيار و انتقاء المنهج النقدي المناسب لتحليل النص المراد دراسته، و لقد قدم نقاد كبار أمثال عبد المالك مرتاض، صلاح فضل كتابات ذات أهمية في هذا المجال تتيح للقارئ المقبل على البحث تسليط الضوء على مدى مناسبة منهج نقدي ما لنص ما، و لا يخفى على المطلع ان العملية التي تتم في هذا المجال نستطيع تشبيهها بالمخاض الصعب ، لأن البؤرة البحثية تكمن في المنهج المتبع لدراسة النص الادبي و النقدي اكثر من كمونها في النص المراد تناوله كمدونة للبحث، تحت ضوء هذه الإشكالية ينبني اليوم الدراسي الذي سينظمه المختبر.

...column spacer...